responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفواتح الالهيه والمفاتح الغيبيه نویسنده : النخجواني    جلد : 1  صفحه : 58
وفاسدها وَرابعا يظهر لكم الْحِكْمَةَ الموصلة الى توحيد الذات وَبعد ذلك يُعَلِّمُكُمُ من الحقائق والمعارف المكتسبة والموروثة ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ أنتم لولا إرشاده وإرساله سبحانه وبعد ما أنعمنا عليكم بهذه النعم العظام وأتممناها لكم
فَاذْكُرُونِي ايها المؤمنون الموحدون المحمديون بالميل الدائم والتوجه التام الصادق أَذْكُرْكُمْ انا إياكم بنفثات رحمانية ونسمات روحانية وَاشْكُرُوا لِي باسناد النعم الى وَلا تَكْفُرُونِ باسنادها الى الوسائل والأسباب العادية
ثم انه لما بالغ سبحانه في التنبيه والإرشاد إياهم وناداهم رجاء ان يتنبهوا له مع ان فطرتهم الاصلية مجبولة على التوحيد الذاتي فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بتوحيد الذات اسْتَعِينُوا لتحققه وانكشافه بِالصَّبْرِ على ما جرى عليكم من البليات المنفرة لنفوسكم وَالصَّلاةِ اى الميل الدائم الى جنابه بجميع الأعضاء والجوارح إِنَّ اللَّهَ المتجلى بجميع أوصاف الكمال مَعَ الصَّابِرِينَ المتحملين للبلاء الى ان كوشفوا به سبحانه رب اجعلنا من زمرة عبادك الصالحين الصابرين
وَمما يستعان به على تجرع مرارة الصبر الى ان ينكشف سره الجهاد ولذلك لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ طالبا الوصول الى بابه أَمْواتٌ كالأموات الاخر بَلْ هم أَحْياءٌ بالحيوة الحقيقية باقون بالبقاء الأزلي الأبدي الإلهي وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ أنتم بحياتهم ما دمتم محجوبين بالحيوة المستعارة المستهلكة الدنياوية وما هي في الحقيقة الا عكس منها موت في نفسها
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ والله لنختبرن ولنجربن تمكنكم ورسوخكم في توحيد الذات بِشَيْءٍ قليل مما يشعر بالكثرة والاثنينية مِنَ الْخَوْفِ الحاصل من المنفرات الخارجية مثل الحرق والغرق والعدو وغير ذلك وَالْجُوعِ الحاصل من المنفرات الداخلية كالحرص والأمل والبخل والحسد وغيرها وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ التي تميل قلوبكم إليها بالطبع وَالْأَنْفُسِ التي تظاهرون وتفتخرون بها من الأولاد والاخوان والعشائر والأقران وَالثَّمَراتِ المترتبة على الأموال والأولاد من الجاه والثروة والمظاهرة والغلبة على الخصماء وغير ذلك وَبَشِّرِ يا أكمل الرسل الصَّابِرِينَ من اهل التوحيد
يعنى الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا بلسان الجمع إِنَّا لِلَّهِ اى نحن اظلال الله الواحد الأحد المتجلى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا في النشأة الاولى وَإِنَّا بعد انقضاء نشآتنا هذه إِلَيْهِ لا الى غيره من العكوس والاظلال راجِعُونَ عائدون صابرون رجوع الظل الى ذي الظل
وبالجملة أُولئِكَ السعداء المتمكنون في مقر التوحيد المستمسكون بحبل التفويض والتسليم عَلَيْهِمْ دائما متواليا صَلَواتٌ جذبات وخطفات ناشئة من سحائب اللطف والكرم الإلهي مشتملة على مياه العلوم اللدنية المترشحة المنشعبة من بحر الذات الجارية على جداول الأسماء والصفات الفائضة الى فضاء الظهور لا نبات المعارف والحقائق في أراضي الاستعدادات الموصلة الى النعيم المقيم الدائم واللذة المستمرة الباقية ازلا وابدا نازلة لهم دائما مِنْ رَبِّهِمْ الذي أوصلهم الى مقر عزه وَرَحْمَةٌ فائضة شاملة لهم ولغيرهم حسب وفورها وسعتها وَبالجملة أُولئِكَ السعداء الواصلون هُمُ الْمُهْتَدُونَ الى المبدأ الحقيقي والمنزل الأصلي المقصورون على الهداية والفلاح الأبدي السرمدي
ثم لما نبه سبحانه الى الكعبة الحقيقية بالكعبة الصورية أراد أن ينبه على اماراتها بشعائرها وعلاماتها فقال إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ اى الجبلان المعروفان اللذان هما كنايتان عن نشأتى الظهور والبطون مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ وامارات توحيده فَمَنْ حَجَّ وقصد الْبَيْتَ الصوري الممثل من البيت المعنوي والمنزل الحقيقي والمرجع

نام کتاب : الفواتح الالهيه والمفاتح الغيبيه نویسنده : النخجواني    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست